قد تشعر بالإحراج أو عدم الراحة عند مناقشة مشاكلك الشخصية أو النفسية مع شخصاً ما، وهو أمر عادي للغاية.ولذلك ننصحك باستشارة الطبيب النفسي، إذ إنه مؤهل لمناقشة مثل هذه الأمور معك دون إحراج.
 يتعامل الأطباء النفسيين مع مختلف الحالات النفسية طوال الوقت وهم مدربون جيدًا للتعاطي مع المواضيع الحساسة مع مراعاة خلفية المريض الثقافية والطبية بالإضافة إلى تحليل ومعالجة المشاكل النفسية المختلفة. سيشجعك الطبيب النفسي على طرح الأسئلة طوال الوقت خلال جلسة الاستشارة الخاصة بك لمعرفة المزيد عن حالتك وتقديم المشورة بشأن أفضل علاج يجب اتباعه، لذا لا يجب عليك التردد في هذه اللحظة، بل بالعكس اغتنمها لصالحك وتحدث بحرية.

أثناء استشارتك، من المهم أن تقوم بإعلام طبيبك عن تاريخك الطبي، أو أي علاج تتبعه، أو أي حوادث قد تكون قد مررت بها مؤخرًا وساهمت في تأثر نفسيتك أو تدهورها.

لماذا يعتبر هذا الأمر مهم؟ لأن مصارحة طبيبك بشأن وضعك النفسي هو الخطوة الأولى تجاه بناء الثقة بينكما.

التواصل مع طبيبك بصراحة وصدق سيمكنك من الشعور بالراحة أكثر وبالتالي ستتمكن من الحديث مع طبيبك بحرية أكبر ودون حواجز. لا بأس في طلب مشورة مهنية أخرى إذا شعرت أن طبيبك ليس لديه الخبرة أو المعرفة اللازمة. يمكنك دائماً اللجوء إلى طبيب آخر تشعر معه براحة أكبر لكي تتمكن من تلقي العلاج المناسب.

عند الحديث عن العلاج أو التشخيص، قد يستخدم طبيبك مصطلحات قد لا تكون مألوفة لك. في هذه الحالة لا تتردد في طرح الأسئلة وتوضيح أي شكوك تراودك. يجب أن تفهم ما يقوله لك طبيبك وما الذي يجب عليك أن تفعله. في كثير من الحالات، قد يحتاج بعض الأشخاص إلى دعم الآخرين أثناء استشارتهم، ولا بأس في أن ينضم إليك صديق أو أحد أفراد العائلة إذا شعرت أن هذا سيساعدك أكثر في الإفصاح عن الذي بداخلك.

من المهم لك ايضاً أن تعرف ماهي الأسئلة التي يجب عليك أن تطرحها قبل بدء العلاج، وأهمها هي:

• ما هي حالتي وما مدى شدتها؟
• ما هي خطة العلاج الموصى بها، وما عيوبها، وتكاليفها؟
• ماذا يحدث إذا لم أعالج الحالة؟
• ما هي المدة التي سيستغرقها العلاج، وهل سأتعافى تماماً؟

هذه الأسئلة ستساعدك على فهم وضعك النفسي بدقة أكبر وعلى اتخاذ القرار المناسب بشأن خطة العلاج.

من الشائع ايضاً أن يصف لك طبيبك أدوية معينة، بدءًا من مضادات الاكتئاب إلى مضادات الذهان ومثبتات الحالة المزاجية. ستحتاج إلى فهم كيفية تناول هذه الأدوية وما مدة تناولها وماذا يحدث إذا توقفت عنها. يُنصح بشدة قبل المباشرة بالعلاج الدوائي، بإبلاغ طبيبك عن أي حالة طبية قد تكون لديك أو عن أي أدوية تقوم بتناولها لتجنب حدوث أي آثار جانبية.

نظرًا لأن وجود مشاكل نفسية يمكن أن يؤثر على نمط حياتك بعدة طرق، فأنت بحاجة للحصول على المساعدة اللازمة لبدء تحسين مسار حياتك بشكل أفضل. تحدث إلى طبيب نفسي أو احجز استشارة مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك لمناقشة جميع الحلول الممكنة.